للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَذَهم (١) عن ذلك (٢).

وقال آخرون: عَنى باللغوِ في هذا الموضعِ ما كان أهل الكتابِ ألْحَقوه في كتابِ اللهِ ممَّا ليس هو منه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ﴾ إلى آخرِ الآيةِ. قال: هذه لأهلِ الكتابِ، إذا سمِعوا اللغوَ الذي كتب القومُ بأيديِهم مع كتابِ اللهِ، وقالوا: هو مِن عنِد اللهِ. إذا سمِعه الذين أسْلموا، ومَرُّوا به يَتْلُونَه، أعْرَضوا عنه وكأنهم لم يَسْمَعوا ذلك قبل أن يُؤمنوا بالنبيِّ ؛ لأنهم كانوا مسلمين على دينِ عيسى، ألا تَرَى أنهم يقولون: ﴿إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ﴾ (٣).

وقال آخرون في ذلك بما حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا ابن عُيَيْنَةَ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾. قال: نَزَلَتْ في قومٍ كانوا مشركين فأسْلَموا، فكان قومُهم يُؤْذُونَهم.

[حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا جَرِيرٌ (٤)، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ قوله:] (٥)


(١) وقذهم: سكَّنَهم ومَنَعَهم مِن انتهاك ما لا يحل. ينظر النهاية ٥/ ٢١٢.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٩٣ من طريق يزيد به. وأخرجه ابن المبارك في الزهد (١٧٠) عن سعيد به، وأخرجه أبو نعيم في الحلية ٢/ ٣٣٩ من طريق شيبان، عن قتادة، كلاهما في تفسير قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٣٣ إلى عبد بن حميد.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٩٢ من طريق أصبغ عن ابن زيد.
(٤) في م: "جويرية"، وفي ت ٢: "جريرة".
(٥) سقط من: ت ١.