للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد نحوه.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد نحوه.

وقال آخرون: معنى ذلك: ويَغْفِرُ ما يشاءُ من ذنوب عباده، ويترك ما يشاءُ فلا يَغْفِرُ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا حكامٌ، عن عمرو، عن عطاءٍ، عن سعيد في قوله: ﴿يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ﴾. قال: يُثبِتُ في البطن الشقاء والسعادة وكلَّ شيء [هو كائن] (١)، فيَغْفِرُ منه ما يشاءُ، ويُؤَخِّرُ ما يشاءُ (٢).

وأولى الأقوال التي ذَكَرتُ في ذلك بتأويلِ الآية وأشبهها بالصواب، القولُ الذي ذكرناه عن الحسن ومجاهد، وذلك أن الله تعالى ذكرُه توعد المشركين الذين سأَلوا رسول الله الآيات بالعقوبةِ، وتهددّهم بها، وقال لهم: ﴿وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾. يُعْلِمُهم بذلك أن لقضائه فيهم أجلًا مُثبَتًا في كتابٍ، هم مؤخَّرون إلى وقتِ مجئِ ذلك الأجل، ثم قال لهم: فإذا جاء ذلك الأجلُ، [مَحى الله ما شاء] (٣)، ممن قد دنا أجله، وانقَطع رزقه، أو حان (٤) هلاكه، أو اتضاعُه من رفعةٍ، أو هلاك مالٍ، فيَقْضِى ذلك في خلقِه، فذلك


(١) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ف.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٦٨ إلى المصنف.
(٣) في م: "يجئ الله بما".
(٤) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "جاز".