للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَحْوُه، ويُثبت ما شاء ممن بقى أجله، وأُكُلُه ورزقه، فيَتْرُكُه على ما هو عليه، فلا يَمْحُوه.

وبهذا المعنى جاء الأثرُ عن رسول الله ، وذلك ما حدثني محمد بن سهل بن عسكرٍ، قال: ثنا ابن أبي مريمَ، قال: ثنا الليثُ بنُ سعدٍ، عن زيادةَ بن محمد، عن محمد بن كعبٍ القرظيِّ، عن فَضالةَ بن عُبيدٍ، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله : "إن الله يَفْتَحُ الذِّكر في ثلاثِ ساعاتٍ يَبْقَيْنَ مِن الليل؛ في الساعة الأولى منهن يَنْظُرُ في الكتاب الذي لا يَنْظُرُ فيه أحدٌ غيرُه، فيَمْحُو ما يشاءُ ويُثْبِتُ". ثم ذكر ما في الساعتين الآخرتين (١).

حدثنا موسى بن سهلٍ الرمليُّ، قال: ثنا آدم، قال: ثنا الليث، قال: ثنا زيادة بن محمد، عن محمدِ بن كعبٍ القُرَظي، عن فضالة بن عبيد، عن أبي الدرداء، قال: قال رسولُ الله : "إن الله يَنزِلُ في ثلاث ساعاتٍ يَبْقَين من الليل؛ يَفْتَحُ الذِّكرَ في الساعةِ الأولى الذي لم يَرَهُ أحدٌ غيرُه، يَمحو ما يشاء ويُثبِتُ ما يشاء" (٢).

حدثني محمد بن سهل بن عسكرٍ، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريجٍ، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: إن للَّهِ لَوْحًا مَحْفُوظًا، مسيرة خمسمائة عامٍ، من دُرّةٍ بيضاءَ، لها دفَّتان من ياقوت، والدفتان لوحان الله، كل يوم ثلاثمائة


(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٣٩٠، ٥/ ١٠٠ عن المصنف، وأخرجه الدارمي في الرد على الجهمية ص ٣٢، وابن خزيمة في التوحيد ص ٩٨ من طريق ابن أبي مريم به، وأخرجه البزار (٣٥١٦ - كشف)، وابن أبى شيبة في العرش ص ٨٦، وابن خزيمة ص ٩٠، والعقيلى ٢/ ٩٣، والطبري في الأوسط (٨٦٣٥) وفى الدعاء (١٣٥)، والدارقطني في المؤتلف ٣/ ١١٥١، ١١٥٢، وابن الجوزى في العلل المتناهية ١/ ٢٥ من طريق الليث به، وقال ابن كثير في تفسيره ٥/ ١٠٠ تفرد به زيادة، وقال الهيثمي: وفيه زيادة بن محمد الأنصاري، وهو منكر الحديث.
(٢) ذكره الزيلعي في تخريج الكشاف ٢/ ٨٠ عن المصنف، وأخرجه ابن مردويه - كما في تخريج الكشاف - من طريق آدم به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٦٥ إلى ابن أبي حاتم.