للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضِدًّا﴾: قرناءَ في النارِ؛ يلعَنُ بعضُهم بعضًا، ويتبرأُ بعضُهم من بعضٍ (١).

حدَّثنا الحسنُ، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن قتادةَ في قوله: ﴿ضِدًّا﴾. قال: قرناءَ في النارِ (٢).

وقال آخرون: معنى الضدِّ ههنا: العدوُّ.

ذكْرُ من قال ذلك

حُدِّثت عن الحسينِ، قال: سَمِعتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: أخبَرنا عُبيدٌ، قال: سَمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾. قال: أعداءً (٣).

وقال آخرون: معنى الضدِّ في هذا الموضعِ: البلاءُ.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾. قال: يكونُون عليهم بلاءً (٤).

الضدُّ: البلاء، والضدُّ في كلامِ العربِ: هو الخلافُ، يقالُ: فلانٌ يضادُّ فلانًا في كذا، إذا كان يخالِفُه في صنيعِه، فيُفسِدُ ما أصلَحه، ويُصلِحُ ما أفسَده. وإذا كان ذلك معناه، وكانت آلهةُ هؤلاء المشرِكين الذين ذكَرَهم الله في هذا الموضعِ يتبرَّءون منهم، ويَنْتَفُون (٥) يومئذٍ، صاروا لهم أضدادًا، فوُصِفُوا بذلك.


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٨٤ إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم.
(٢) تفسير عبد الرزاق ٢/ ١٢.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٨٤ إلى ابن أبي حاتم.
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٢٥٧.
(٥) ينتفون: يبتعدون. الوسيط (ن ف ى).