يقولُ تعالى ذكرُه لنبيِّه محمدٍ ﷺ: قلْ يا محمدُ لهؤلاء المُسْتَعْجِليك بالعذابِ وقيامِ الساعةِ: إنما علمُ الساعةِ، ومتى تقومُ القيامةُ، عندَ اللَّهِ، لا يعلمُ ذلك غيرُه، ﴿وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾. يقولُ: وما أنا إلا نذيرٌ لكم أُنْذِرُكم عذابَ اللَّهِ على كفرِكم به، ﴿مُبِينٌ﴾: قد أبان لكم إنذارَه.
وقولُه: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فلما رأى هؤلاء المشركون عذابَ اللَّهِ ﴿زُلْفَةً﴾. يقولُ: قريبًا، وعايَنوه، ﴿سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾. يقولُ: ساء اللَّهُ بذلك وجوهَ الكافرين.
وبنحوِ الذي قلنا في قولِه: ﴿زُلْفَةً﴾ قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا ابنُ عليةَ، عن أبي رجاءٍ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً﴾. قال: لما عايَنوه (١).
حدَّثنا ابنُ المثنى، قال: ثنا يحيى بنُ أبي بُكيرٍ، قال: ثنا شعبةُ، عن أبي رجاءٍ، قال: سألتُ الحسنَ عن قولِه: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً﴾. قال: مُعايَنَةً.