للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والخَطيئةُ فَعِيلةٌ، مِن: خَطِئ الرجلُ يَخْطَأُ خِطأً. وذلك إذا عدَال عن سبيلِ الحقِّ. ومنه قولُ الشاعرِ (١):

[وإنَّ مُهاجِرَيْن] (٢) تكَنَّفاه … [عبادَ (٣) اللهِ قد] (٤) خطِئا وحابا (٥)

يعنى: أضَلَّا الحقَّ وأثِما.

القولُ في تأويلِ قولِه جل ثناؤُه: ﴿وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (٥٨)﴾.

وتأويلُ ذلك ما رُوِى لنا عن ابنِ عباسٍ، وهو ما حدَّثنا به القاسمُ، قال: حَدَّثَنَا الحسينُ، قال: حدَّثني حَجَّاجٌ، قال: قال ابنُ جُرَيْجٍ: قال ابنُ عباسٍ: ﴿وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾: مَن كان منكم مُحْسِنًا زِيد في إِحْسانِه، ومَن كان مُخْطِئًا نَغْفِرْ له خَطيئتَه.

فتأويلُ الآيةِ: وإذ قلنا: ادْخُلوا هذه القريةَ، مُباحًا لكم أكلُ (٦) ما فيها مِن الطَّيِّباتِ، ومُوَسَّعًا عليكم بغيرِ حسابٍ، وادْخُلُوا البابَ سُجَّدًا، وقولوا: سُجودُنا هذا للهِ حِطَّةٌ مِن ربِّنا لذنوبِنا، يَحُطُّ به آثامَنا. نتَغَمَّد لكم ذُنوبَ المُذْنِبِ منكم، فنَسْتُرها عليه، ونَحُطّ أوْزارَها عنه، ونَزِيدُ (٧) المحسِنَ (٨) منكم -


(١) هو أمية بن الأسكر، والبيت في ذيل الأمالى ص ١٠٩، والأغانى ٢١/ ١٠، والخزانة ٦/ ١٩.
(٢) في الأغاني، والخزانة: "أتاه مهاجران".
(٣) في ر، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "لعمر".
(٤) في ذيل الأمالى: "ليترك شيخه"، وفى الأغاني، والخزانة: "ففارق شيخه".
(٥) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣، ومصادر التخريج: "خابا".
(٦) في ر، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "كل".
(٧) في م: "سنزيد".
(٨) في الأصل، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "المحسنين".