للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنَّما وصَفها جلَّ ثناؤُه بهذه الصفةِ؛ لأنَّها كانت -فيما قيل- وَحْشيَّةً.

حَدَّثَنِي يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا هُشيمٌ، قال: أخبرَنا جُوَيْبِرٌ، عن كَثيرِ بنِ زيادٍ، عن الحسنِ، قال: كانت وَحْشيَّةً (١).

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿مُسَلَّمَةٌ﴾.

ومعنى ﴿مُسَلَّمَةٌ﴾: مُفَعَّلةٌ، مِن السلامةِ، يقالُ منه: سُلِّمَتْ تُسلَّمُ فهى مُسلَّمةٌ.

ثم اختَلف أهلُ التأويلِ في المعنى الذى سُلِّمَت منه، فوصَفَها اللهُ بالسلامةِ منه؛ فقال مجاهدٌ بما حَدَّثَنَا به محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، عن عيسي، عن ابنِ أبى نَجيحٍ، عن مُجاهِدٍ: ﴿مُسَلَّمَةٌ﴾. يقولُ: مُسَلَّمةٌ مِن الشِّيَةِ، و ﴿لَا شِيَةَ فِيهَا﴾: لا بياضَ فيها ولا سوادَ (٢).

حَدَّثَنِي المثني، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شِبْلٌ، عن ابنِ أبي نجِيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

حَدَّثَنَا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: حَدَّثَنِي حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ، قال: قال مجاهدٌ: ﴿مُسَلَّمَةٌ﴾. قال: مُسَلَّمةٌ من الشِّيَةِ، ﴿لَا شِيَةَ فِيهَا﴾: لا بياضَ فيها ولا سَوادَ.

وقال آخَرون: مُسَلَّمةٌ مِن العيوبِ.


(١) تقدم في ص ٩٣.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١٤٢ (٧٣٢، ٧٣٥) من طريق ابن أبي نجيح به، وعزاه السيوطى في الدر المنثور ١/ ٧٨ إلى عبد بن حميد.