للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعنى: تَسُوقُ وتَدْفَعُ. ومنه قولُ أَعْشَى بنى ثَعْلَبَةَ (١):

الواهِبُ المائةَ الهِجانَ (٢) وعَبْدَها … عُوذًا (٣) تُزَجِّي خلفَها أطفالَها

وقولُ حاتمٍ (٤):

لِيَبْكِ على مِلْحانَ ضَيْفٌ مُدَفَّعٌ … وأَرْمَلَةٌ (٥) تُزْجِي مَعَ الليلِ أَرْمَلا

يعنى أنها تَسُوقُه بينَ يَدَيْها، على ضَعفٍ منه عن المشيِ وعجزٍ. ولذلك قيل: ﴿بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾؛ لأنها غيرُ نافِقَةٍ، وإنما تُجَوَّزُ تجويزًا على دَفْعٍ (٦) مِن آخِذِيها.

وقد اخْتَلف أهلُ التأويلِ في البيانِ عن تأويل. ذلك، وإن كانت معاني بيانِهم متقاربةً.

ذكرُ أقوالِ أهلِ التأويلِ في ذلك

حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا وكيعٌ، وحدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبى، عن إسرائيلَ، عن سِماكٍ، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ: ﴿بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾. قال: رَدِيئةٌ زُيُوفٌ، لا تَنْفُقُ حتى يُوضَعَ منها.

حدَّثنا الحسنُ بنُ محمدٍ، قال: ثنا عمرُو بنُ محمدٍ العَنْقَزيُّ، قال: ثنا


(١) ديوانه ص ٢٩.
(٢) الهجان من الإبل: البِيض الكِرام. اللسان (هـ ج ن).
(٣) العُوذ؛ جمع عائِذ: وهى حَدِيثة النَّتاج من الإبل والظِّباء والخيل. اللسان (ع و ذ).
(٤) ديوانه ص ٢٨٢.
(٥) رجل أرْمَل وامرأةٌ أرملةٌ: مُحْتاجة.
(٦) في النسخ: "نفع". والمثبت هو الصواب، وهو متسق مع تفسير المصنف للإزجاء وأنه السوق بالدفع، وقال القرطبي: والمعنى أنها بضاعة تدفع، ولا يقبلها كل أحد. تفسير القرطبي ٩/ ٢٥٣، وينظر البحر المحيط ٥/ ٣٣٩.