للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سألتُك مِن الرؤيةِ، ﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ بك من قومى أن لا يراكَ في الدنيا أحدٌ إلا هلَك.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال جماعةٌ مِن أهلِ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا سفيانُ بنُ وكيعٍ، قال: ثنا عُبيدُ (١) اللَّهِ بنُ موسى، عن أبي جعفرٍ الرازيِّ، عن الرَّبيعِ بن أنسٍ، عن أبي العاليةِ في قولِه: ﴿تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾. قال: قد (٢) كان قبلَه مؤمنون، ولكن يقولُ: أنا أوّلُ مَن آمن أنَّه (٣) لا يراكَ أحدٌ مِن خلقِك إلى يومِ القيامةِ (٤).

حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ بنُ أَبى جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ بن أنسٍ، قال: لما رأى موسى ذلك وأفاق، عرَف أنه قد سأل أمرًا لا ينبغى له، فقال: ﴿سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِين﴾. قال الربيعُ: قال أبو العاليةِ: عَنَى: إنِّي أوّلُ مَن آمن بكَ أنه لن يراك أحدٌ قبلَ يومِ القيامةِ.

حدَّثني عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ، قال: ثنا إبراهيمُ بنُ بشارٍ، قال: قال سفيانُ: قال أبو سعدٍ، عن عِكرمةَ، عن ابن عباسٍ: ﴿وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا﴾: فمرّت به الملائكةُ وقد صَعِق، فقالت: يا بنَ النساءِ الحُيَّضِ، لقد سألتَ ربَّكَ أمرًا عظيمًا. فلما أفاق قال: سبحانَك لا إلهَ إلا أنتَ، ﴿تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾. قال: أنا أوّلُ مَن آمن أنه لا يراك أحدٌ مِن خلقِك. يعني: في الدنيا.


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "عبد". وقد تقدم مرارا.
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٣) في م: "بأنه".
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٢٠ إلى عبد بن حميد وأبى الشيخ.