للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صوابٌ.

وقد ذُكر عن بعضهم أنه قرأ: (كَيْدَ سِحْرٍ) بنصب "كَيْد" (١). ومَن قرأ ذلك كذلك، جعَل ﴿إِنَّمَا﴾ حرفًا واحدًا، وأعْمَل ﴿صَنَعُوا﴾ في ﴿كَيْدُ﴾.

وهذه قراءةٌ لا أَسْتَجِيزُ القراءة بها؛ لإجماع الحجة من القرأة على خلافها.

وقولُه: ﴿وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى﴾. يقولُ: ولا يَظْفَرُ الساحرُ بسحرِه بما طلب أين كان.

وقد ذُكر عن بعضِهم أنه كان يقولُ: معنى ذلك: ذلك: أن الساحرَ يُقْتَلُ حيثُ وُجد.

وذكر بعضُ نحويى البصرة (٢) أن ذلك في حرف ابن مسعود: (ولا يُفْلِحُ الساحرُ أين أتى). وقال: العربُ تقولُ: جئْتُك من حيثُ لا تَعْلَمُ، ومِن أينَ لا تَعْلَمُ.

وقال غيرُه مِن أهل العربية الأُولِ (٣): جزاءٌ، يُقْتَلُ الساحرُ حيث أتَى وأين أتَى. وقال: وأما قولُ العرب: جئْتُك من حيثُ لا تَعْلَمُ، ومن أين لا تَعْلَمُ. فإنما هو جوابُ مَنْ (٤) لم يَفْهَمْ فَاسْتَفْهَم، كما قالوا: أين الماءُ والعُشْبُ.

القولُ في تأويل قوله تعالى: ﴿فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (٧٠) قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (٧١)﴾.


(١) هي قراءة مجاهد وحميد وزيد بن علي. البحر المحيط ٦/ ٢٦٠.
(٢) هو الأخفش كما في تهذيب اللغة ١٥/ ٥٥٠.
(٣) هو أبو العباس ثعلب كما في تهذيب اللغة الموضع السابق.
(٤) سقط من النسخ، والمثبت من تهذيب اللغة.