للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفارِسٍ [لو تَحُلُّ الخيلُ] (١) عِدْوَتَه … ولَّوْا سِراعًا وما هَمُّوا بإقْبالِ

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا﴾.

يعنى تعالى ذكرُه: ولو كان اجْتماعُكم في الموضعِ الذى اجْتَمَعْتُم فيه أنتم (٢) أيُّها المؤمنون، وعدوُّكم مِن المشركين عن مِيعادٍ منكم ومنهم، ﴿لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ﴾؛ لكثرةِ عددِ عدوِّكم، وقلةِ عددِكم، ولكنَّ اللهَ جمَعَكم على غيرِ مِيعادٍ بينَكم وبينَهم؛ ﴿لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا﴾، وذلك القضاءُ مِن اللهِ كان نصرَه أولياءَه مِن المؤمنين بالله ورسولِه، وهلاكَ أعدائِه وأعدائهم ببدرٍ؛ بالقتلِ والأسْرِ.

كما حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابنِ إسحاقَ: ﴿وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ﴾: ولو كان ذلك عن مِيعادٍ منكم ومنهم، ثم بلَغَكم كثرةُ عددِهم وقلةُ عددِكم ما لقِيتُموهم، ﴿وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا﴾. أى: ليَقْضِيَ اللهُ ما أراد بقدرتِه مِن إعزازِ الإسلامِ وأهلِه، وإذلالِ الشركِ وأهلِه، عن غيرِ ملأٍ (٣) منكم، ففعَل ما أراد مِن ذلك بلطفِه (٤).

حدَّثني يونُسُ، قال: أَخْبَرنا ابنُ وهبٍ، قال (٥): أَخْبَرنى يونُسُ عن (٦) ابنِ


(١) في الديوان: "لا يحل الحى"
(٢) في م: "أنتما".
(٣) في م، ف: "بلاء".
(٤) سيرة ابن هشام ١/ ٦٧٢.
(٥) بعده في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "ابن زيد قال"، وفى م: "قال ابن زيد". وسيأتي على الصواب في ١٢/ ٥٨.
(٦) سقط من: م.