للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَكْذيبٌ مِن اللهِ للمشركين القائِلين للذين آمَنوا: ﴿اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ﴾. يقولُ جلَّ ثناؤُه: وكَذَبوا في قِيلِهم ذلك لهم، ما هم بحامِلِين مِن آثامِ (١) خَطاياهم من شيءٍ، ﴿إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ فيما قالوا لهم ووَعَدوهم، مِن حَمْلِ خَطاياهم إن هم اتَّبَعوهم.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (١٣)﴾.

يقولُ تعالى ذكره: وليحْمِلُنَّ هؤلاء المشركون باللهِ القائلون للذين آمنوا به: ﴿اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ﴾ - أوزارَ أنفسِهم وآثامَها، وأوزارَ من أضلُّوا وصدُّوا عن سبيلِ اللهِ مع أوزارِهم، ﴿وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا﴾ يَكْذِبونهم في الدنيا، بوعدِهم إياهم الأباطيلَ، وقيلِهم لهم: ﴿اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ﴾. فيفتَرون الكذبَ بذلك.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ﴾. أى: أوزارَهم، ﴿وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ﴾. يقولُ: وأوزارَ مَن أَضَلُّوا (٢).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ﴾. وقَرأ قولَه: ﴿لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ


(١) سقط من: ت ٢.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٣٠٤٠ من طريق يزيد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٤٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.