للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليومِ القيامةِ، ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾. يقولُ: لا شكَّ فيه. يقولُ: فلا تَشُكُّوا في ذلك، فإن الأمرَ كما وصَفتُ لكم، ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾. يقولُ: ولكن أكثرَ الناسِ الذين هم أهلُ تكذيبٍ (١) بالبعثِ لا يَعْلَمون حقيقةً ذلك، وأن الله مُحْيِيهم من بعد ممَاتِهم.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (٢٧)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: وللهِ سلطانُ السماواتِ السبعِ والأرضِ دونَ ما (٢) تدعُونه (٣) له شريكًا، وتعبُدونه من دونِه، والذي (٤) تدعُونه (٥) من دونِه من الآلهةِ والأندادِ في مُلكِه وسلطانِه، جارٍ عليه حكمُه، فكيف يكونُ ما كان كذلك له شريكًا؟ أم كيف تعبُدونه، وتترُكون عبادةَ مالكِكم ومالكِ ما تعبُدونه من دونِه؟ ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ويوم تجيءُ الساعةُ التي يَنْشُرُ اللهُ فيها الموتى من قبورِهم، ويجمعُهم لموقفِ العرضِ، ﴿يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ﴾. يقولُ: يُغْبَنُ (٦) فيها الذين أبطَلوا في الدنيا في أقوالِهم ودعواهم للهِ شريكًا، وعبادتِهم آلهةً دونَه، بأن يفوزَ بمنازلِهم من الجنةِ المحقُّون، ويُبْدلوا بها منازلَ من النارِ كانت للمُحِقِّين، فجُعِلت لهم بمنازِلهم (٧) من الجنةِ، ذلك هو الخسرانُ المبينُ.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ


(١) في ت ٣: "التكذيب".
(٢) في ص، ت ١، ت ٢ ت ٣: "من".
(٣) في ت ٢، ت ٣: "يدعون".
(٤) في ص، ت ١، ت ٢ ت ٣: "الذين".
(٥) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "تدعون".
(٦) في ت ١: "يفتن".
(٧) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "منازلهم".