للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مثله من البشر، فَتَعَجَّبوا مِن وَحينا إليه.

وبنحو ما قلنا في ذلك، قال أهلُ التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا أبو كُرَيبٍ، قال: ثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، قال: ثنا بشرُ بنُ عُمارةَ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاكِ، عن ابن عباسٍ، قال: لمَّا بعَثَ الله محمدًا رسولًا، أنكرت (١) العربُ ذلك، أو (٢) من أنكر منهم، فقالوا: الله أعظمُ مِن أن يكون رسولُه بشرًا مثل محمدٍ. قال (٣): فأنزل الله تعالى: ﴿أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ﴾، وقال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا﴾ (٤) [يوسف: ١٠٩].

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجَّاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، قال: عَجِبَتْ قريشٌ أن بُعِثَ رجلٌ منهم. قال: ومِثلُ ذلك: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا﴾، [الأعراف: ٦٥]، ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا﴾ [الأعراف: ٧٣]، قال الله: ﴿أَوَ عَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ﴾ [الأعراف: ٦٩].

القولُ في تأويل قوله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾.


(١) من هنا يبدأ الجزء الثاني والثلاثون من مخطوط خزانة القرويين والمشار إليه بالأصل.
(٢) في س، ف: "و". وهو موافق لما في الدر المنثور. والمثبت موافق لما في تفسير ابن أبي حاتم.
(٣) سقط من: م.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٩٢٢ من طريق أبي كريب به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٩٩ إلى أبي الشيخ وابن مردويه.