للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على المنبرِ يَنْتَزِعُ بهذه الآيةِ (١): ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾. حتى ختَمها، فقال: نزَلت في يومِ عرفةَ، في يومِ جُمُعةٍ (٢).

وقال آخرون: بل نزَلت هذه الآيةُ - أعنى قولَه: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ - يومَ الاثنين. وقالوا: أُنْزِلت سورةُ "المائدةِ" بالمدينةِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: أخبَرنا محمدُ بنُ حربٍ، قال: ثنا ابن لَهيعةَ، عن خالدِ بن أبى عِمرانَ، عن حَنَشٍ، عن ابن عباسٍ: وُلِد نبيُّكم يومَ الاثنين، وخرَج مَن مكةَ يومَ الاثنين، ودخَل المدينةَ يومَ الاثنين، وأُنْزِلَت سورةُ "المائدةِ" يومَ الاثنين: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾. ورفَع الرُّكْنَ (٣) يومَ الاثنين (٤).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا الحجاجُ بنُ المنهالِ، قال: ثنا همامٌ، عن قتادةَ، قال: "المائدةُ" مَدَنيةٌ (٥).

وقال آخرون: نزَلت على رسولِ اللهِ في مسيرِه في حَجَّةِ الوداعِ.


(١) ينتزع بهذه الآية: يتمثل. ينظر التاج (ن ز ع).
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (١٩/ ٣٩٢) (٩٢١) من طريق هشام بن عمار به.
(٣) في النسخ، وتفسير ابن كثير: "الذكر". والمثبت من المعجم الكبير، وفى المسند: "الحَجَرَ". والركن هو الحجر الأسود، وذلك عندما اختلفت قريش في رفعه، فرفعه النبي . وينظر مصادر التخريج.
(٤) أخرجه أحمد في المسند (٤/ ٣٠٤) (٢٥٠٦)، والمصنف في تاريخه (٣/ ٢١٧)، والطبراني في الكبير (١٢٩٨٤)، وابن مردويه - كما في تفسير ابن كثير (٣/ ٢٥) - و البيهقي في دلائل النبوة (٧/ ٢٣٣، ٢٣٤) من طريق ابن لهيعة به بنحوه. وليس في المسند ولا تاريخ المصنف ذكر نزول سورة "المائدة". قال ابن كثير: أثر غريب وإسناده ضعيف.
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٢٥٢) إلى المصنف وابن المنذر.