للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أضلَّهم ومنعهم الإيمانَ (١).

يقال منه: سلَكه يَسْلُكُه سَلكًا وسلوكًا، وأسلكه يُسلِكُه إسلاكًا. ومِن السلوكِ قولُ عديِّ بن زيدٍ (٢):

وكنت لزازَ خَصْمِك لم أُعَرَّدْ … وقد سلَكوك في يومٍ عصيبِ

من الإسلاكِ قولُ الآخرِ (٣):

حتى إذا أسلكوهم في قُتائِدَةٍ … شلًّا كما تَطْرُدُ الجَمالةُ الشُّرُدَا

وقوله: ﴿وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ﴾. يقول تعالى ذكره: لا يُؤْمِنُ بهذا القرآنِ قومك الذين سلكت في قلوبهم التكذيب، حتى يَرَوُا العذاب الأليم، أخذًا منهم سُنةَ أسلافِهم من المشركين قبلهم، من قوم عاد وثمود وضُربائهم من الأمم التي كذَّبت رُسُلَها فلم تُؤْمِنْ بما جاءها من عندِ اللهِ، حتى حلَّ بها سَخَطُ اللَّهِ فهلكت.

ما قُلْنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿كَذَلِك نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ﴾: وقائعُ اللَّهِ في مَن خلا قبلكم من الأممِ (٤).

القولُ في تأويل قوله تعالى: ﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مَّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٢٢ (١٥٩٩٥) من طريق أصبغ، عن ابن زيد.
(٢) تقدم في ١٢/ ٤٩٧.
(٣) تقدم في ١/ ٤٦٧.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٩٤، ٩٥ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.