للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو جعفرٍ محمدُ بنُ جريرٍ : يعنى بقولِه: ﴿يَبْتَغُونَ﴾: يطلُبون ويلتمِسون. [والفضلُ الأرباحُ] (١) في التجارةِ. والرضوانُ رضا اللهِ عنهم، فلا يُحِلُّ بهم من العقوبةِ في الدنيا ما أحلَّ بغَيرِهم من الأممِ في عاجلِ دنياهم بحجِّهم بيتَه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويل.

ذكرُ من قال ذلك

حدثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا﴾. قال: [هي للمشْرِكين] (٢)؛ يلتمسون فضلَ اللهِ ورضوانَه فيما يُصْلِحُ لهم دنياهم (٣).

أخبرنا ابن وكيعٍ قال: أخبرنا عَبْدةُ بنُ سليمانَ، قال: قرأتُ على ابن أبي عَرُوبةَ، فقال: هكذا سمِعتُه من قتادةَ في قولِه: ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا﴾: والفضلُ والرِّضوانُ اللذان يَبْتَغون أن يُصْلِحَ معايشَهم في الدنيا، [وألا] (٤) يعجِّلَ لهم العقوبةَ فيها (٥).

حدثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليّ بن أبى طلحةَ، عن ابن عباسٍ: ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا﴾: يعنى أنهم يترضَّوْن الله بحجِّهم (٦).


(١) في ص: "الفضل للإرباح".
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "هم المشركون".
(٣) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٨٢.
(٤) في الأصل: "ولا".
(٥) ذكره البغوي في تفسيره ٣/ ٩.
(٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٥٣، ٢٥٤ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه.