للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابنِ جُريجٍ، قال: قال مجاهدٌ: ﴿قُبُلًا﴾: أفواجًا، قبيلًا قبيلًا (١).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا أحمدُ بنُ يُونُسَ، عن أبي خَيْثَمَةَ، قال: ثنا أبانُ بنُ تَغْلِبَ، قال: ثني طلحةُ أن مجاهدًا قرَأ في "الأنعامِ": ﴿كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا﴾. قال: قبائلَ؛ قَبيلًا وقبيلًا وقبيلًا.

ذكرُ مَن قال: معناه: مُقابَلةً.

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا﴾. يقولُ: لو اسْتَقْبَلَهم ذلك كلُّه لم يُؤْمِنوا إِلا أَن يَشَاءَ اللهُ (٢).

حدَّثني يونُسُ، قال: أخْبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا﴾. قال: حُشِروا إليهم جميعًا، فقابَلوهم وواجَهوهم (٣).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ يزيدَ: قرَأ عيسى: ﴿قُبُلًا﴾. ومعناه: عِيانًا.

وأولى القراءتين في ذلك بالصوابِ عندَنا قراءةُ مَن قرَأ: ﴿وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا﴾. بضمِّ القافِ والباءِ؛ لِما ذكَرْنا مِن احتمالِ ذلك الأوجهَ التي بيَّنا مِن المعاني، وأن معنى القِبَلِ داخلٌ فيه، وغيرُ داخلٍ في القِبَلِ معاني القُبُلِ.

وأما قولُه: ﴿وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ﴾ فإن معناه: وجمَعْنا عليهم، وسُقْنا إليهم.


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٩ إلى أبي الشيخ.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٧٠ (٧٧٨٢) عن محمد بن سعد به.
(٣) ذكره القرطبي في تفسيره ٧/ ٦٦، وأبو حيان في البحر المحيط ٤/ ٢٠٥، وابن كثير في تفسيره ٣/ ٣١١.