للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾.

يقول تعالى ذكره: ﴿وَقَالَ مُوسَى﴾ لقومه ﴿إِن تَكْفُرُوا﴾ أيُّها القوم، فتجحَدوا نعمة الله التي أنعمها عليكم ﴿أَنتُمْ﴾، ويَفْعَلُ في ذلك مثل فعلِكم ﴿مَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾، ﴿فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ﴾ عنكم وعنهم مِن جميعِ خلقِه، لا حاجةَ به إلى شكرِكم إياه على نعمه عند جميعكم ﴿حَمِيدٌ﴾ ذو حَمْدِ إلى خلقه بما أنعَم به عليهم.

كما حدثني المُثَنَّى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبد الله بن هاشم، قال: أخبرنا سيفٌ، عن أبي رَوْقٍ، عن أبي أيوب، عن عليٍّ: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ﴾. قال: غنيٌّ عن خلقه. ﴿حَمِيدٌ﴾. قال: مُسْتَحْمِدٌ إليهم.

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (٩)﴾.

يقولُ تعالى ذكره مخبرًا عن قيلِ موسى لقومِه: يا قومِ ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾. يقولُ: خبرُ الذين من قبلكم من الأممِ التي مضَت قبلكم، ﴿قَومِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ﴾. و"قومِ نوحٍ (١) "، فبُيِّن بهم عن "الذين"، و "عادٍ" معطوفٌ بها على "قومِ نوحٍ"، ﴿وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ﴾. يعنى: مِن بعدِ قومِ نوحٍ وعادٍ وثمودَ، ﴿لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ﴾. يقولُ: لا يُحصى عددَهم، ولا يَعْلَمُ مبلغهم إلا الله.


(١) في النسخ: "عاد".