للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمعنى: حتى ما تزيدُ مخافةُ وَعِلٍ على مخافتى.

وهذا الذي قاله الذي حكَيْنا قولَه مِن أهل العربية، وزعم أنه مما يجوزُ - هو الصحيحُ الذي جاءت به الآثارُ عن أهل التأويل، وقالوا: نزَلت في أبي بكر بعِتْقِه من أعتق [من المماليكِ ابتغاء وجه الله] (١).

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (١٩) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (٢١)﴾. يقولُ: ليس به مثابهُ الناس ولا مجازاتُهم، إنما عطيَّتُه للهِ (٢).

حدَّثني محمدُ بن إبراهيم الأنماطيُّ، قال: ثنا هارونُ بن معروفٍ، قال: ثنا بشرُ بن السريِّ، قال: ثنا مصعبُ بنُ ثابتٍ، عن عامر بن عبد الله، عن أبيه، قال: نزلت هذه الآية في أبي بكر الصدِّيق: ﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (١٩) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضَى﴾ (٣).

حدَّثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، [قال: أُخْبِرْتُ عن سعيد] (٤) في قولِه: ﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى﴾. قال: نزلت في أبي بكرٍ،


(١) سقط من: ص، م.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٦٠ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) أخرجه البزار (٢٢٠٩)، والطبراني في الكبير (٢٣٧ - قطعة من الجزء ١٣)، وابن عدى في الكامل ١/ ٢٣٥٩، وابن عساكر في تاريخه ٣٠/ ٧٠، ٧١ من طريق بشر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٥٩ إلى ابن المنذر ابن مردويه.
(٤) سقط من: ت ٢، ت ٣، وفى ص: "قال: أخبرني عن سعيد"، وفى م: "قال أخبرني سعيد عن قتادة"، وسعيد هو سعيد بن المسيب كما في المخطوطة المحمودية ص ٤٥٣ من الدر المنثور.