للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال آخرون: معنى ذلك: إن الذين كفَروا من أهلِ الكتابِ بمحمدٍ بعد إيمانِهم بأنبيائِهم، ﴿ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا﴾. يعنى: ذُنوبًا، ﴿لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ﴾: مِن ذنوبِهم، وهم على الكفرِ مُقِيمون.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا المُثَنَّى، قال: ثنا عبدُ الوهَّابِ، قال: ثنا داودُ، عن رُفَيعٍ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا﴾: ازدادوا ذُنوبًا وهم كفارٌ، ﴿لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ﴾. من تلك الذنوبِ ما كانوا على كفرِهم وضَلالتِهم (١).

حدَّثنا ابن المُثَنَّى، قال: ثنا ابن أبى عديٍّ، عن داودَ، قال: سألتُ أبا العاليةِ، قال: قلتُ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ﴾. قال: إنما هم هؤلاء النصارى واليهودُ الذين كفَروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوبٍ أصابوها، فهم يَتوبون منها في كفرِهم (٢).

حدَّثنا عبدُ الحميدِ بنُ بَيانٍ السُّكَّريُّ (٣)، قال: أخبرَنا ابن أَبي عَدِيٍّ، عن داودَ، قال: سألتُ أبا العاليةِ عن الذين آمَنوا ثم كفَروا، فذكَر نحوًا منه.

حدَّثنا ابن المُثَنَّى، قال: ثنا عبدُ الأعلى، قال: ثنا داودُ، قال: سألتُ أبا العاليةِ عن هذه الآيةِ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ﴾. قال: هم اليهودُ والنصارى والمجوسُ، أصابوا ذُنوبًا في


= الدر المنثور ٢/ ٤٩ إلى عبد بن حميد.
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٧٠٢ (٣٨٠٥) من طريق داود به بمعناه.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٧٠١ (٣٧٩٩) من طريق داود بن أبى هند به بمعناه. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٤٩ إلى ابن المنذر.
(٣) في م: "اليشكرى". وينظر تهذيب الكمال ١٦/ ٤١٣.