للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقرأ ذلك عامَّةُ قرأة أهل المدينة وبعضُ العراقيين: ﴿بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ﴾. بفتح الواو وكسر الراء والقافِ (١).

وقرأ عامَّةُ قرأة الكوفة والبصرة: (بوَرْقِكم). بسُكون الراء وكسر القاف (٢).

وقرأه بعضُ المكِّيين بكسر الراء وإدغام القافِ في الكافِ (٣).

وكلُّ هذه القراءاتِ متَّفقاتُ المعانى وإن اختلفت الألفاظُ منها، وهنَّ لغاتٌ معروفاتٌ من كلام العرب، غير أنَّ الأصل في ذلك فتح الواو وكسرُ الراء والقافِ؛ لأنَّه الوَرِقُ، وما عدا ذلك فإنما هو داخلٌ عليه طَلَبَ التخفيف. وفىه أيضًا لُغَةٌ أُخرى وهو "الوِرْقُ"، كما يقالُ للكَبِدِ: كِبْدٌ. فإذ كان ذلك هو الأصل، فالقراءةُ به إليَّ أعجبُ، من غير أن تكونَ الأُخريان مدفوعةً صحَّتُهما.

وقد ذَكَرْنا الرواية بأن الذي بُعث معه بالوَرِقِ إلى المدينةِ كان اسمُه يَمْلِيخا.

وقد حدَّثني عبيد الله بن محمدٍ الزُّهْرِيُّ، قال: ثنا سفيانُ، عن مقاتلٍ: ﴿فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ﴾: اسمُه يَمليخ (٤).

وأما قوله: ﴿فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا﴾. فإنَّ أهل التأويل اختلفوا في تأويله؛ فقال بعضُهم: معناه: فلْيَنْظُرْ أي أهل المدينة أكثرُ طعامًا.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيانُ، عن أبي حَصِينٍ، عن


(١) هي قراءة ابن كثير ونافع وابن عامر والكسائى وحفص عن عاصم. التيسير ص ١١٦.
(٢) هي قراءة أبى عمرو وحمزة وأبى بكر عن عاصم. المصدر السابق.
(٣) القراءة شاذة، وهى قراءة ابن محيصن. ينظر السبعة ٣٨٩، حجة القراءات ٤١٣، إتحاف فضلاء البشر ١٧٦.
(٤) في ص، ت ١، ت ٢: "تميخ"، وفى ف: "تمليخ".