للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْأَوَّلُونَ﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: وما منَعَنا يا محمدُ أن نرسلَ بالآياتِ التي سألها قومُك، إِلَّا أنَّ مَن كان قبلَهم من الأممِ المكذِّبةِ سألوا ذلك مثلَ سؤالِهم، فلمّا أتاهم ما سألوا منه كذَّبوا رُسُلَهم، فلم يصدِّقوا مع مجيءِ الآياتِ، فعُوجِلوا، فلم نرسِلْ إلى قومِك بالآياتِ؛ لأنَّا لو أرسَلْنا بها إليها، فكذَّبوا بها، [سلَكْنا بهم] (١) في تعجيلِ العذابِ لهم مسلَك الأممِ قبلَها.

وبالذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن حميدٍ وابنُ وكيعٍ، قالا: ثنا جريرٌ، عن الأعمشِ، عن جعفرِ بن إياسٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ، قال: سأَل أهلُ مكة النبيَّ أن يجعَلَ لهم الصَّفا ذهبًا، وأن يُنَحِّيَ عنهم الجبالَ فيزرعوا، فقيل له: إن شئتَ أن تستأنِىَ (٢) بهم لعلنا نجتني منهم، وإن شئتَ أن نؤتتهم الذي سأَلُوا، فإن كفَرُوا أُهْلِكُوا كما أُهْلِك من قبلَهم. قال: "لا (٣)، بلْ تَسْتأنِى (٤) بهم". فأنزل اللهُ: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً﴾ (٥).


(١) في م: "سلكتا"، وفي ت ٢: "سلكناهم".
(٢) في م: "نستأنى".
(٣) سقط من: م.
(٤) في مصادر التخريج: "استأنى".
(٥) أخرجه أحمد ٤/ ١٧٣ (٢٣٣٣)، والنسائى في الكبرى (١١٢٩٠) من طريق جرير به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٩٠ إلى المصنف والبزار وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة.