للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (٢٢)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: سيقولُ بعضُ الخائِضِين في أمرِ الفتْيةِ مِن أصحابِ الكهفِ: هم ثلاثةٌ رابعُهم كلبُهم. ويقولُ بعضُهم: هم خمسةٌ سادسُهم كلبُهم. ﴿رَجْمًا بِالْغَيْبِ﴾. يقولُ: قذفًا بالظنَّ غيرَ يقينِ علمٍ. كما قال الشاعرُ (١):

*وأجْعَلَ منى الحقَّ غيبًا مُرجَّمَا*

وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ﴾. أي: قذفًا بالغيب.

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرَنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرَنا معمرٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿رَجْمًا بِالْغَيْبِ﴾. قال: قذفًا بالظنِّ (٢).

وقولُه: ﴿وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ﴾. يقولُ: ويقولُ بعضُهم: هم سبعةٌ وثامنُهم كلبُهم. ﴿قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ﴾. يقولُ عزَّ ذكرُه لنبيِّه محمدٍ : قلْ يا محمدُ لقائلي هذه الأقوالِ في عددِ الفتيةِ منِ أصحابِ الكهفِ رجمًا


(١) تقدم تخريجه في ١/ ٦٢٤.
(٢) تفسير عبد الرزاق ١/ ٤٠٠ وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢١٧ إلى ابن أبي حاتم.