للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعبادةِ غيرِك مِن الأوثانِ والأندادِ، حتى يَنْسُكوا له ويُحَرِّموا ويُحَلِّلُوا له، ويَشْرَعوا غيَر الدينِ (١) الذي شَرَعتَه لهم فيَتَّبِعونى ويُخالِفوك.

والبَتْكُ (٢): القَطْعُ، وهو في هذا الموضعِ: قطعُ أُذُنِ البَحِيرةِ (٣) ليُعلمَ أنها بَحيرةٌ، وإنما أراد بذلك الخبيثُ: أنه يَدْعوهم إلى البَحيرَةِ، فيَسْتَجيبون له، ويَعْمَلُون بها طاعةً له.

وبنحوِ ما قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

[ذكر من قال ذلك]

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ﴾. قال: البَتْكُ في البَحِيرةِ والسائبةِ (٤)، كانوا يُبَتِّكون آذانَها لطَواغِيتِهم (٥).

حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مفضلٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ قولَه: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ﴾: أما يُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأنعامِ: فيَشُقُّونها فيَجْعَلونها بَحِيرةً (٦).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، قال:


(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س.
(٢) في الأصل، ص، ت ١، س: "التبتيك".
(٣) البحيرة: الناقة كانت في الجاهلية إذا ولدت خمسة أبطن شقوا أذنها، وأعفوها أن ينتفع بها، ولم يمنعوها من مرعى ولا ماء. اللسان (ب ح ر).
(٤) السائبة: الناقة في الجاهلية كانت تسيب لنذر ونحوه، فلا ينتفع بظهرها ولا تركب، ولا تمنع من كلأ ولا ماء. اللسان (س ى ب).
(٥) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٧٣، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٢٣ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٠٦٩ (٥٩٨٣) من طريق أحمد بن المفضل به.