للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيَحُولَ بينَنا وبيَن ما نُرِيدُ بك.

قال: وكان عبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ يتأوَّلُ معنى ذهابِ اللَّهِ ﷿ به رفعَه من صدورِ قارئِيه.

ذكرُ الروايةِ بذلك

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا أبو بكرِ بنُ عياشٍ، عن عبدِ العزيزِ بن رُفَيعٍ، عن [شدادِ بن] (١) مَعْقِلٍ، قال: قلتُ لعبدِ اللَّهِ - وذكَر أنه يُسْرَى على القرآنِ -: كيف وقد أثبَتْناه في صدورِنا ومصاحفِنا؟ قال: يُسْرَى عليه ليلًا، فلا يَبْقَى منه في مصحفٍ ولا في صدرِ رجلٍ. ثم قرَأ عبدُ اللَّهِ: ﴿وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ﴾ (٢).

حدَّثنا يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: ثنا (٣) إسحاقُ بنُ يحيى، عن المسيَّبِ بن رافعٍ، عن عبدِ اللَّهِ بن مسعودٍ، قال: تَطْرُقُ الناسَ رِيحٌ حمراءُ من نحوِ الشامِ، فلا يَبْقَى في مصحفِ رجلٍ ولا قلبِه آيةٌ. قال رجلٌ: يا أبا [عبدِ الرحمنِ] (٤)، إنى قد جمَعتُ القرآنَ. قال: لا يَبْقَى في صدرِك منه شيءٌ. ثم قرَأ ابن مسعودٍ: ﴿وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ﴾ (٥).


(١) في النسخ: "بندار عن". والمثبت من مصادر التخريج، وينظر تهذيب الكمال ١٢/ ٤٠٣.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٥٩٨٠، ٥٩٨١) - ومن طريقه الطبراني (٨٦٩٨، ٨٧٠٠ - ونعيم في الفتن (١٦٦٩)، وابن أبي شيبة ١٠/ ٥٣٤، ١٥/ ١٧٥، ١٧٦، والبخاري في خلق أفعال العباد (٢٨٢)، والحاكم ٤/ ٥٠٤، والبيهقي في الشعب (٢٠٢٧) من طريق عبد العزيز بن رفيع به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٠١ إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(٣) بعده في م: "وابن". وينظر تهذيب الكمال ٢/ ٤٨٩.
(٤) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "عبد اللَّه".
(٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ١١٤ دون آخره.