للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والكرامةِ إلا صورتُك هذه لكان يَكفِيه. فانطلَق ملَكُ الموتِ، وقام إبراهيمُ يدعُو ربَّه يقولُ: ربِّ، أرنى كيف تحيي الموتى حتى أَعلمَ أنِّي خَلِيلُكَ. قال: أو لم تؤمن بأَنِّي خَلِيلُك؟ يقولُ: تُصَدِّقُ. قال: بلى، ولكن ليطمئنَّ قلبي بخُلُولَتِكَ (١).

حدَّثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ، قال: ثنا أبو أحمدَ الزُّبَيْرِيُّ، قال: ثنا عمرُو بنُ ثابتٍ، عن أبيه، عن سعيدِ بن جُبيرٍ: ﴿وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾. قال: بالخُلَّةِ (٢).

وقال آخرون: سأل ذلك ربَّه لأنه شكّ في قدرةِ اللهِ على إحياءِ الموتى.

ذكر مِن قال ذلك

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيِى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا مَعْمَرٌ، عن أيوبَ في قولِه: ﴿وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾. قال: قال ابن عباسٍ: ما في القرآنِ آيةٌ أَرْجَى عندى منها (٣).

حدَّثنا محمدُ بنُ المُثَنَّى، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: ثنا شعبةُ، قال: سمِعْتُ زيدَ بنَ عليٍّ يُحدِّثُ عن رجلٍ، عن سعيدِ بن المسيَّبِ، قال: اتَّعَدَ عبدُ اللَّهِ بن عباسٍ وعبدُ اللهِ بنُ عمرٍو أن يَجتمِعا، قال: ونحن يومئذٍ شبَبَةٌ، فقال أحدُهما لصاحبه: أيُّ آيةٍ في كتابِ اللهِ أَرْجَى لهذه الأُمَّةِ؟ فقال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو: ﴿يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ [الزمر: ٥٣] حتى ختَم الآية. فقال ابن


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٠٧، ٥٠٨ (٢٦٨٩) من طريق عمرو به، إلى قوله: أني خليلك.
(٢) أخرجه رجه سعيد بن منصور (٤٤٢ - تفسير) - ومن طريقه البيهقى في الأسماء والصفات (١٠٧٥) - وابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥١٠ (٢٦٩٩) من طريق عمرو بن ثابت أبي المقدام به.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٤٦٦ عن عبد الرزاق به، وهو في تفسير عبد الرزاق ١/ ١٠٦ عن معمر، عن قتادة، عن ابن عباس.