للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معك قد أسرَعوا في الحُلِيِّ يبيعونه وينفقونه، وإنما كان عاريَّةً مِن آل فرعونَ، فليسوا بأحياءٍ فنردَّها عليهم، ولا ندرى، لعلَّ أخاك نبيَّ الله موسى إذا جاء يكون له فيها رأىٌ؛ إما أن (١) يُقرِّبَها قربانًا فتأكلها النارُ، وإما أن يجعلَها للفقراءِ دونَ الأغنياءِ. فقال له هارونُ: نِعْمَ ما رأيت وما قلت. فأمر مناديًا فنادى: من كان عنده شيءٌ مِن حُلِيِّ آلِ فرعونَ فليأتِنا به. فأتَوه به، فقال هارونُ يا سامريُّ، أنت أحقُّ مَن كانت عندَه هذه الخِزانةُ. فقبَضها السامريُّ، [وكان] (٢) عدو اللَّهِ الخَبيثُ صائغًا، فصاغَ منه عجلًا جسدًا، ثم قذَف في جَوْفِه تربةً مِن القبضةِ التي قبَض مِن أثرِ فرسِ جبريلَ ﵇ إذ رأه في البحرِ، فجعَل يخورُ، ولم يَخُرْ إلا (٣) واحدةً، وقال لبني إسرائيلَ: إنما تَخَلَّف موسى بعد الثلاثين الليلةَ (٤) يلتمسُ هذا، (٥) ﴿هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ﴾ [طه: ٨٨]. يقولُ: إن موسى ﵇ نسِى ربَّه.

القولُ في تأويلِ قولِه جل ثناؤُه: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: ولما جاء موسى للوقتِ الذي وعدناه (٦) أن يلقانا (٧) فيه، وكلَّمه ربُّه وناجاه، قال موسى لربِّه: ﴿أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾. قال اللهُ له مجيبًا:


(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٢) في الأصل: "فكان".
(٣) بعده في م: "مرة".
(٤) في م: "ليلة".
(٥) سقط من: الأصل، ت ١، ت ٢.
(٦) في م: "وعدنا"، وفى ت ١، س، ف: "وعدنا به"، وفى ت ٢: "وعد ربه".
(٧) في ت ٢: "يلقاه".