للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القولُ في تأويل قوله: ﴿قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾.

يقول تعالى ذكرُه لنبيِّه محمدٍ : قل يا محمدُ لهؤلاء الذين أمَرْتُك أن تقول لهم: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾. إذ عَيُّوا (١) بالجواب فلم يَدْرُوا ما يُجيبُونك: زينةُ اللهِ التي أخْرج لعباده وطيباتُ رزقه للذين صدقوا اللَّهَ ورسولَه، واتَّبعوا ما أُنْزِل إليك من ربِّك في الدنيا، وقد شرَكَهم في ذلك فيها من كفر بالله ورسوله، وخالف أمرَ ربِّه، وهى للذين آمنُوا بالله ورسوله خالصةً يوم القيامة، لا يَشْرَكُهم في ذلك يومَئِذٍ أحدٌ كفر بالله ورسوله، وخالف أمر ربِّه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ، قال: ثنى معاوية، عن عليّ بن أبى طلحة، عن ابن عباسٍ: ﴿قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾. يقولُ: [هي للذين شاركوا] (٢) الكفار في الطيباتِ، فأكَلوا مِن طيباتِ طعامها (٣)، ولبسوا من خيار ثيابها (٤)، ونكحوا من صالح نسائها (٥)، وخلصوا بها يومَ القيامة (٦).

وحدَّثنى به المثنى مرةً أُخرى بهذا الإسنادِ بعينه، عن ابن عباسٍ، فقال: ﴿قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾. يعنى: يُشارِكُ المسلمون المشركين في الطيباتِ


(١) عيوا: عجزوا. ينظر التاج (ع ى ي).
(٢) في م: "شارك المسلمون".
(٣) في ص، ت ١، ٢، ٣، س، ف: "طعامهم".
(٤) في ص ت ١، ٢، ت ٣ س ف: "ثيابهم".
(٥) في ص ت ١، ت ٢، ت ٣ س، ف: "نسائهم".
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم ٥/ ١٤٦٨ (٨٤٠٠) من طريق عبد الله به.