للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: ﴿هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾. يقولُ: هذا الذي أوصيتُكم به، وأخبرتكم أنَّ اللهَ أمرنى به هو الطريق المستقيم، الذي من سلكه نجا، ومن ركبه اهتدى؛ لأنه دينُ اللهِ الذى أمرَ به أنبياءه.

القول في تأويل قوله جلَّ ثناؤه: ﴿فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٣٧)﴾.

يقول تعالى ذكره: فاختلف المختلفون في عيسى، فصاروا أحزابًا متفرِّقين (١) من بين قومه.

كما حدَّثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ﴿فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ﴾. قال: أهل الكتابِ (٢).

حدَّثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريج، عن مجاهد مثله (٢).

وحدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ﴾: ذُكر لنا أنه لما رُفع ابنُ مريمَ انتخبت بنو إسرائيل أربعةً من فقهائهم، فقالوا للأوَّلِ: ما تقولُ في عيسى؟ قال: هو الله هبط إلى الأرض، فخلق ما خلق، وأحيا ما أحيا، ثم صَعِد إلى السماء. فتابعه على ذلك ناسٌ من الناسِ، فكانت اليعقوبية من النصارى، وقال الثلاثة الآخرون: نشهَدُ أنك كاذبٌ. فقالوا للثاني: ما تقولُ في عيسى؟ قال: هو ابنُ اللهِ. قال: فتابعه على ذلك ناسٌ من


(١) في الأصل: "مفترقين".
(٢) تفسير مجاهد ص ٤٥٥، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ٢٧١ إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.