للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني يعقوب، قال: ثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا هشامٌ، عن ابن سيرين، قال: سألتُ عَبيدة عن قوله: ﴿قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ﴾. قال: فقال بثوبه، فغطَّى رأسه ووجْهَه، وأبرز ثوبه عن إحْدَى عينيه (١).

وقال آخرون: بل أُمرن أن يَشدُدْنَ جلابيبهنَّ على جباههنَّ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمد بن سعد، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ﴾ الله. إلى قوله: ﴿وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾. قال: كانت الحُرَّةُ تلبسُ لباسَ الأَمَةِ، فأمر الله نساء المؤمنين أن يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ، وإدناء الجلباب: أن تَقَنَّعَ وتَشُدَّ على جبينها (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ﴾. أَخَذَ اللَّهُ عليهِنَّ إِذا خَرَجْنَ أَن يَقَنَّعْنَ على الحواجب؛ ﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾، وقد كانت المملوكة إذا مَرَّت تناولوها بالإيذاء، فنهَى اللَّهُ الحرائرَ أن يتشَبَّهنَ بالإماءِ (٣).

حدَّثني محمد بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ﴿يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ﴾: يتجَلْبَيْنَ، فيُعلَمُ أَنهنَّ حرائرُ، فَلا يَعْرِضُ


(١) ذكره الطوسى في التبيان، ٨/ ٣٢٧، وأبو حيان في البحر المحيط ٧/ ٢٥٠.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٢١ إلى المصنف وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٢١ إلى المصنف وعبد بن حميد.