للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾: اختبارًا لهم أيُّهم أتبعُ لأمْرِى وأعملُ بطاعتِي (١).

وقولُه: ﴿وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا﴾. يقولُ عزَّ ذِكرُه: وإِنَّا لمُخرِّبوها بعدَ عمارتِناها، بما جَعَلْنا عليها من الزِّينةِ، فمُصَيِّرُوها ﴿صَعِيدًا جُرُزًا﴾. [يعني بـ "الصعيدِ" ظهر الأرضِ، وبقولِه: ﴿جُرُزًا﴾] (٢) لا نباتَ عليها ولا زرْعَ ولا غرْسَ.

وقد قيل: إنه أُرِيد بـ "الصَّعيدِ"، في هذا الموضعِ، المُستَوِى بوجهِ الأرضِ.

وذلك هو شبيهٌ بمعنَى قولِنا في ذلك.

وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك وبمعنَى "الجُرُزِ" قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا﴾. يقولُ: يَهْلِكُ (٣) كلُّ شيءٍ عليها ويَبيدُ (٤).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿صَعِيدًا جُرُزًا﴾. قال: يَلْقَعًا (٥).


(١) سيرة ابن هشام ١/ ٣٠٣.
(٢) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ف.
(٣) في ص، ت ٢، ف: "نهلك".
(٤) في ص، ت ٢، ف: "نبيد"، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢١١ إلى المصنف.
(٥) تفسير مجاهد ص ٤٤٥.