للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الضحاك يقولُ في قوله: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾. قال: كان نبيُّ الله إذا نزل عليه من القرآنِ شيءٌ حرَّك به لسانَه؛ مخافةَ أن يَنْساه (١).

وقال آخرون: بل السبب الذي من أجله قيل له ذلك؛ أنه كان يُكْثِرُ تلاوةَ القرآن؛ مخافة نسيانه. فقيل له: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾. إِنَّ علينا أن نَجمَعَه لك، ونُقرئكه، فلا تنسى.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنى محمد بن سعد، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾. قال: كان لا يَفْتُرُ من القرآن (٢)؛ مخافةَ أنْ يَنْساه، فقال الله: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾. إِنَّ علينا أنْ نَجمَعَه لك. ﴿وَقُرْآنَهُ﴾: أَنْ نُقْرِئَك فلا تنسى (٣).

حدَّثنى محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ قوله: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ﴾. قال: كان يَسْتذكرُ القرآن؛ مخافة النسيان، فقال له: كَفَيْناكه يا محمدُ (٤).

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابنُ عليةَ، قال: أخبرنا أبو رجاءٍ، عن الحسن في قوله: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾. قال: كان رسول الله يُحرِّك به لسانه ليَسْتَذْكِرَه، فقال الله: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾؛ إنا


(١) ينظر التبيان ١٠/ ١٩٥، وتفسير ابن كثير ٨/ ٣٠٤.
(٢) في الأصل: "القراءة".
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٨٩ إلى المصنف وابن مردويه.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٨٩ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر.