للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن عُروةَ بن الزبيرِ، عن زيدِ بن ثابتٍ، قال: كان رسولُ اللهِ ﷺ لا يُصلِّي الظهرَ بالهاجِرَةِ، ولم يكنْ يُصلَّى صلاةٌ أشدُّ على أصحابِ النبيِّ ﷺ منها. قال: فنَزَلتْ ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾. وقال: إِنَّ قبلَها صلاتَيْنِ وبعدَها صلاتيْن (١).

حدَّثنا مجاهدُ بنُ موسى، قال: ثنا يزيدُ بنُ هارونَ، قال: أخبرنا ابن أبي ذئبٍ، عن الزِّبْرِقانِ، قال: إنّ رهطًا من قريشٍ مرَّ بهم زيدُ بنُ ثابتٍ، فَأَرْسَلوا إليه رجُلَيْن يَسْأَلانِه عن الصلاةِ الوسطى، فقال زيدٌ: هي الظهرُ. فقام رجلان منهم فأتيا أسامةَ بنَ زيدٍ فسَأَلاه عن الصلاةِ الوسطى، فقال: هي الظهرُ؛ إن رسولَ الله ﷺ كان يُصَلِّي الظهرَ بالهَجيرِ، فلا يكونُ وراءَه إلَّا الصَّفُّ والصَّفانِ، الناسُ يكونون في قائِلَتِهم وفي تجارتِهم، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: "لقد هَمَمْتُ أَنْ أُحَرِّقَ عَلى أَقْوامٍ لا يَشْهَدونَ الصلاةَ بُيُوتَهم". قال: فنَزَلتْ هذه الآيةُ ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ (٢).

وكان آخرون يَقْرءون ذلك: (حافِظُوا على الصلَوَاتِ وَالصلاةِ الوُسْطَى وَصَلاةِ العَصْرِ).

ذِكرُ مَن كان يقولُ ذلك كذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ بشّارٍ، قال: ثنا محمدُ [بنُ جعفرٍ] (٣)، قال: ثنا شعبةُ، عن أبي


(١) أخرجه أبو داود (٤١١)، والنسائى في الكبرى (٣٥٧) عن محمد بن المثنى به، وأخرجه أحمد "٥/ ١٨٣" (الميمنية) عن محمد بن جعفر به.
(٢) أخرجه الإمام أحمد "٥/ ٢٠٦" (الميمنية) عن يزيد بن هارون به. وينظر الطيالسي (٦٦٢).
(٣) في ت ١: "ابن أبي جعفر"، وبعده في ص: "قال حدَّثنا محمد بن جعفر".