للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعنِى (١) بقولِه: ﴿غُلْبًا﴾: أشجارٌ (٢) في بساتينَ غِلاظٌ. والغُلْبُ جمعُ أغْلَبَ، هو الغليظُ الرقبة مِن الرجالِ، ومنه قولُ الفرزدقِ (٣):

عَوَى فَأَثار أَغْلَبَ ضَيْغَمِيًّا … فَوَيْلَ ابْنِ المَرَاغَةِ مَا اسْتَثارا

وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ، على اختلافٍ منهم في البيانِ عنه؛ فقال بعضُهم: هو ما التفَّ مِن الشجرِ واجتمَع.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا ابنُ إدريسَ، عن عاصمِ بن كُلَيبٍ، عن أبيه، عن ابن عباسٍ في قولِه: ﴿وَحَدَائِقَ غُلْبًا﴾. قال: الحدائقُ ما التفَّ واجتمَع (٤).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿وَحَدَائِقَ غُلْبًا﴾. قال: ملتفةً (٥).

وقال آخرون: الحدائقُ نَبْتُ الشجرِ كلِّه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا أبو هشام، قال: ثنا ابنُ فضيلٍ، قال: ثنا عاصمٌ، عن أبيه: ﴿وَحَدَائِقَ غُلْبًا﴾: الحدائقُ نبْتُ الشجرِ كلِّها.


(١) في م: "يعني".
(٢) في م: "أشجارا".
(٣) ديوانه ص ٤٤٣.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣١٦ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٥) في م، ت ١: "طيبة".
والأثر في تفسير مجاهد ص ٧٠٥، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣١٦ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.