للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ﴾: لو شاء الله لجعل في الأرض ملائكة يخلُفُ بعضُهم بعضًا.

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدى: ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ﴾. قال: خلفًا منكم (١).

القولُ في تأويل قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٢)﴾.

اختلف أهل التأويل في "الهاءِ" التي في قوله: ﴿وَإِنَّهُ﴾، وما المعنى بها، ومِن ذِكْرِ ما هي؛ فقال بعضُهم: هي من ذكر عيسى، وهى عائدة عليه. وقالوا: معنى الكلام: وإن عيسى ظهوره عَلَمٌ يُعلَمُ به مجئ الساعة؛ لأن ظهوره من أشراطها، ونزوله إلى الأرض دليل على فناء الدنيا، وإقبال الآخرة.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي رزِينٍ، عن أبي (٢) يحيى، عن ابن عباس: (وإنه لَعَلَمٌ للساعة). قال: خروج عيسى ابن مريم (٣).

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عدى، عن شعبة، عن عاصم، عن أبي


(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ٢٢٢.
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) تفسير الثوري ص ٢٧٣ - وعنده الحسن بدلًا من عاصم، وأخرجه الطبراني (١٢٧٤٠) من سفيان به، وأحمد ٥/ ٨٥ (٢٩١٨)، والحارث بن أسامة (٧١٩ - بغية) من طريق عاصم به، ولم يذكر "أبا رزين".