وذُكِر عن قيسٍ أنها تقولُ: سكرت الريحُ تَسْكُرُ سُكُورًا. بمعنى: سكَنت. وإن كان ذلك عنها صحيحًا، فإن معنى "سُكِرَت" و "سُكِّرَت" - بالتخفيفِ والتشديدِ - متقاربان، غير أن القراءةَ التي لا أستجيزُ غيرها في القرآن: ﴿سُكِّرَتْ﴾. بالتشديدِ؛ لإجماع الحجة من القرأةِ عليها، وغير جائزٍ خلافها فيما جاءت به مجمعةً عليه (١).
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (١٦)﴾.
يقول تعالى ذكرُه: ولقد جعلنا في السماءِ الدنيا منازلَ للشمس والقمرِ، وهى كواكب يَنزِلُها الشمس والقمرُ، ﴿وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ﴾، يقولُ: وزيّنا السماء بالكواكب لمن نظَر إليها وأبصرها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدثني محمد بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاء، وحدثنا الحسن بن محمد، قال: ثنا شبابةُ، قال: ثنا ورقاء، وحدثني المثنَّى، قال: أخبرنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ،
(١) تقدم أن القراءة بالتخفيف قراءة ابن كثير، وهو من السبعة، فهي متواترة.