للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لَعَمْرُكِ (١) إِنما خَطَئِي وصَوْبي (٢) … عليَّ [وإنَّ ما] (٣) أَهْلَكتُ مالُ

ويُنْشَدُ بيتُ أُميَّةَ (٤).

عبادُك يَخْطأُون وأنتَ رَبٌّ … بكفَّيْكَ المَنَايا والحُتُومُ (٥)

من خَطِئ الرجلُ.

وقيل: ﴿إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ﴾. و (٦) لم يُقلْ: من الخاطئاتِ؛ لأنه لم يقصِدْ بذلك قصدَ الخبرِ عن النساءِ، وإنما قصَد به الخبرَ عمن يَفْعَلُ ذلك فيَخْطَأُ.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٣٠)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: وتحدَّث النساءُ بأمرِ يوسفَ وأمرِ امرأةِ العزيزِ في مدينةِ مصرَ، وشاع من أمرِهما فيها ما كان، فلم يَنْكَتمْ، وقُلْن: ﴿امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا﴾: عبدَها ﴿عَنْ نَفْسِهِ﴾.

كما حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابن إسحاقَ، قال: وشاع الحديثُ في القريةِ، وتحدَّث النساءُ بأمرِه وأمرِها، وقُلْن: ﴿امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا


(١) في النوادر، والطبقات: "ذرينى"، وفى المجاز: "دعينى".
(٢) صوبى؛ أي: صوابى. ينظر اللسان (ص و ب).
(٣) قال صاحب اللسان: "وإن ما" كذا منفصلة. قوله: "مالُ"، بالرفع؛ أي: وإن الذي أهلكت إنما هو مال. اللسان (ص و ب).
(٤) ديوانه ص ٥٣
(٥) الحتومُ: جمع حتم، والحتم: القضاء، وقال ابن سيده: الحتم: إيجابُ القضاءِ. وفي التنزيل العزيز: ﴿كان على ربك حتما مقضيا﴾. اللسان (ح ت م).
(٦) سقط من: م.