للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَعنى الناسخَ الذي يُعْمَلُ به ﴿وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾، يَعنى المنسوخَ، يُؤْمَنُ به ولا يُعْمَلُ به.

حدَّثني أحمدُ بنُ حازمٍ، قال: ثنا أبو نُعيمٍ، قال: ثنا سلَمةُ، عن الضّحّاكِ:

﴿مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ﴾ قال: ما لم يُنسَخْ، ﴿وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ قال: ما قد نُسِخ.

وقال آخرون: المُحْكَماتُ من أيِ الكتابِ ما أحكمَ اللهُ فيه بيانَ حلالِه وحرامِه، والمتشابِهُ منها ما أَشبَه بعضُه بعضًا في المعاني، وإن اختلَفتْ ألفاظُه.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ﴾: ما فيه من الحلالِ والحرامِ، وما سوى ذلك، فهو متشابهٌ يُصَدِّقُ (١) بعضُه بعضًا، وهو مثلُ قولِه: ﴿وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ﴾ [البقرة: ٢٦]. ومثلُ قولِه: ﴿كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام: ١٢٥]. ومثلُ قولِه: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ (٢) [محمد: ١٧].

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أبو حُذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه (٣).


(١) في ص: "يصرف".
(٢) تفسير مجاهد ص ٢٤٨.
(٣) أخرجه عبد بن حميد في تفسيره - كما في تغليق التعليق ٤/ ١٩٠ - من طريق شبل به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٤ إلى الفريابي.