للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾. قال: إن هذه الآيةَ آيةٌ لا يَنْبَغِي لأحدٍ أن يَحْكُمَ على اللهِ في خلقِه؛ لا (١) يُنْزِلُهم جنةً ولا نارًا (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٢٩)﴾.

اخْتَلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِ: ﴿نُوَلِّي﴾؛ فقال بعضُهم: معناه: نَجْعَلُ بعضَهم لبعضٍ وليًّا على الكفرِ باللهِ.

ذكرُ مَن قال ذلك:

حدَّثنا يونُسُ، قال: ثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾: وإنما يُوَلِّي اللهُ بِينَ الناسِ بأعمالِهم، فالمؤمنُ وليُّ المؤمنِ، أينَ كان، وحيثُ كان، والكافرُ وليُّ الكافرِ، أينما كان، وحيثما كان، ليس الإيمانُ بالتَّمنِّي ولا بالتَّحَلِّي (٣).

وقال آخَرون: معناه: نُتْبِعُ بعضَهم بعضًا في النارِ. مِن المُوالاةِ، وهو المتابَعةُ بينَ الشيءِ والشيءِ، مِن قولِ القائلِ: والَيْتُ بينَ كذا وكذا. إذا تابَعْتَ بينَهما.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ:


(١) في م: "ألا".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٨٨ (٧٨٩٧) من طريق عبد الله بن صالح به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٤٥ إلى ابن المنذر وأبي الشيخ، وتقدم أوله في ص ٥٥٥.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٨٨ (٧٨٩٩) من طريق يزيد به.