للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأوثانَ والأصنامَ الذين يَسْألونك أن تَتَّبِعَ أهواءَهم على الباطلِ، مِن عبادةِ الآلهةِ والأوثانِ: ﴿إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي﴾. يقولُ: وذَبْحي. ﴿وَمَحْيَايَ﴾. يقولُ: وحياتى. ﴿وَمَمَاتِي﴾. يقولُ: ووَفاتى ﴿لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. يعنى: أن ذلك كله له خالصًا دونَ ما أشركتم به أيُّها المشركون مِن الأوثانِ

﴿لَا شَرِيكَ لَهُ﴾ في شيءٍ مِن ذلك مِن خلقِه، ولا لشيءٍ منهم فيه نصيبٌ؛ لأنه لا يَنْبَغِي أن يكونَ ذلك إلا له خالصًا، ﴿وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ﴾. يقولُ: وبذلك أَمَرني ربى، ﴿وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ﴾. يقولُ: وأنا أولُ مَن أَقَرَّ وأَذْعَن وخَضَعَ مِن هذه الأمة لربِّه بأن ذلك كذلك.

وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال: النُّسُكُ في هذا الموضعِ الذبحُ

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا حَكّامٌ، عن عنبسةَ، عن محمد بن عبدِ الرحمنِ، عن القاسمِ بن أبي بَزَّةَ، عن مجاهدٍ: ﴿إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي﴾. قال: النُّسُكُ الذبائح في الحجِّ والعُمْرةِ.

[حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللهِ: ﴿وَنُسُكِي﴾: ذبيحتى (١) في الحجِّ والعمرةِ] (٢) (٣).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهد: ﴿وَنُسُكِي﴾: ذبيحتى في الحجِّ والعمرةِ.


(١) في ص: "ذبحي".
(٢) سقط من: ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف.
(٣) تفسير مجاهد ص ٣٣٢ ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٣٤ (٨١٨١)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٦٦ إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.