كتاب تفسير الطبري جامع البيان - ت التركي

تفسير سورة "حم عسق" - ذكر من قال ذلك - ج: 20 - ص: 516

حدَّثنا محمدٌ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْر﴾. قال: الجوارى: السفنُ (١).

وقوله: ﴿كَالْأَعْلَامِ﴾: يعنى: كالجبال. واحدُها عَلَمٌ، ومنه قولُ الشاعرِ (٢):

[وإنَّ صخرًا لتأتمُّ الهُداةُ به] (٣) … كأنه عَلَمٌ في رأسِه نارُ

يعني: جبلٌ. وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿كَالْأَعْلَامِ﴾. قال: كالجبالِ (٤).

حدَّثنا محمدٌ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ، قال: الأعلامُ: الجبالُ (٥).

وقولُه: ﴿إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: إن يَشَأ اللهُ الذي جرَت (٦) هذه السفنُ في البحرِ بقدرتِه (٧) أن لا تَجْرِيَ فيه، أسْكَن الريحَ التي تَجْرِى بها فيه، فثبَتْنَ (٨) في موضعٍ واحدٍ ووقَفْنَ على

---

(١) ينظر التبيان ٩/ ١٦٤.
(٢) هي الخنساء. وينظر أنيس الجلساء في ملخص ديوان الخنساء ص ٤٢.
(٣) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣. وفى مصدر التخريج: "* أغر أبلج تأتم الهداة به *".
(٤) تفسير مجاهد ص ٥٩٠. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٠ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٥) ينظر التبيان ٩/ ١٦٤.
(٦) في ص، م: "قد أجرى".
(٧) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٨) في ت ٢ ت ٣: "فيسكن".