للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال آخرون في ذلك ما حدثني به يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قول الله: ﴿وَيْلٌ لِّكُلَّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾. قال: الهمزةُ: الذي يهمزُ الناسَ بيدِه، ويضربهم بلسانه، واللمزةُ: الذي يلمزُهم بلسانه ويَعيبُهم (١).

واختُلف في المعنيِّ بقوله: ﴿وَيْلٌ لِّكُلَّ هُمَزَةٍ﴾؛ فقال بعضُهم: عُنِيَ بذلك رجلٌ من أهل الشرك بعينه. فقال بعضُ من قال هذا القول: هو جميل بن عامرٍ الجُمَحيُّ. وقال آخرون منهم: هو الأخنس بنُ شَرِيقٍ.

ذكرُ مَن قال: عُنِي به مشركٌ بعينه

حدثني محمد بن سعد، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ﴿وَيْلٌ لِّكُلَّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾. قال: مشركٌ كان يلمزُ الناسَ ويَهْمِزُهم (٢).

حدثني محمد بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارثُ، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن رجل من أهلِ الرَّقَّةِ، قال: نزَلَتْ في جميلِ بن عامرٍ الجُمحيِّ.

حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء في قوله: ﴿هُمَزَة لُّمَزَةٍ﴾. قال: ليست بخاصةٍ لأحدٍ، نزلت في جميل بن عامر. قال ورقاءُ: زعَم الرقاشيُّ.

وقال بعضُ أهل العربية (٣): هذا من نوعِ ما تذكر العرب اسم الشيء العامِّ وهى


(١) ذكره البغوي في تفسيره ٨/ ٥٢٩، وابن كثير في تفسيره ٨/ ٥٠١.
(٢) ذكره الطوسي في التبيان ١٠/ ٤٠٧.
(٣) الفراء في معاني القرآن ٣/ ٢٨٩.