للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبدا لي لآتيَنَّك. ولذلك تُلُقِّيَت بلامِ اليمينِ.

وقولُه: ﴿مِنَ الْجِنَّةِ﴾: وهى ما اجتنَّ عن أبصارِ بنى آدمَ، ﴿وَالنَّاسِ﴾. يعني: بني آدمَ. وقيل: إنهم سُمُّوا جِنةً؛ لأنهم كانوا على الجنَانِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا [عبيدُ اللهِ] (١)، عن إسرائيلَ، عن السديِّ، عن أبى مالكٍ: إنما (٢) سُمُّوا الجِنةَ؛ أنهم كانوا على الجنَانِ، والملائكةُ كلُّهم جِنةٌ.

حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا [عبيدُ اللهِ] (١)، عن إسرائيلَ، عن السديِّ، عن أبى مالكٍ، قال: الجِنَّةُ الملائكةُ.

وأما معنى قولِ أبي مالكٍ هذا: أن إبليسَ كان من الملائكةِ، والجنَّ ذريَّتُه، وأن الملائكةَ تسمَّى عندَه (٣) الجنَّ؛ لما قد بيَّنت فيما مضَى قبلُ من كتابِنا هذا (٤).

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (١٢٠)﴾.

يقولُ ﷿: [وكُلُّ ذلك] (٥) ﴿نَقُصُّ عَلَيْكَ﴾ يا محمدُ ﴿مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ﴾ الذين كانوا قبلَك، ﴿مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ﴾، فلا تجزَعْ من تكذيبِ مَن كذَّبك من قومِك، ورَدَّ عليك ما جئتَهم به، ولا يَضِقْ صدرُك، فتترُكَ بعضَ ما


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "عبد الله".
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "وإنما".
(٣) في س: "عبدة".
(٤) تقدم في ١/ ٥٣٥.
(٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "وكلا".