للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: ﴿وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ﴾. يقولُ: ولكنكم يا معشر أهل النارِ لا تَعْلَمون ما قَدْرُ ما أَعَدَّ الله جلَّ ثناؤه لكم من العذابِ، فلذلك تَسْأَلُونَ (١) الضِّعْفَ منه (٢) أيتُها الأمة الكافرة آخِرًا لأُختها الأولى.

القول في تأويل قوله جلَّ وعزَّ: ﴿وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٣٩)﴾.

يقول جلَّ ثناؤه: وقالت أولَى كلِّ أمةٍ وملَّةٍ سلفت في الدنيا، لأُخراها الذين جاءوا من بعدهم، وحدثوا بعد زمانهم فيها، فسلكوا سبيلهم، واسْتَنُّوا سُنَّتهم: ﴿فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ﴾، وقد علمْتُم ما حَلَّ بنا مِن عقوبةِ اللَّهِ بمعصيتنا إياه وكُفْرِنا به، و (٣) جاءَتْنا وجاءتكم بذلك الرسلُ والنُّذُرُ، هل أنبتُم (٤) إلى طاعة الله، وارْتَدَعْتُم عن غَوَايتكم وضَلالتِكم؟ فانقطعت حجةُ القوم وخُصموا ولم يُطيقوا جوابًا، بأن يقولوا: فُضِّلْنا عليكم أنا (٥) اعْتَبَرْنا بكم، فَآمَنَّا بِاللَّهِ وصدَّقْنا رسله. قال الله لجميعهم: فذُوقوا جميعكم أيُّها الكفرة عذاب جهنم بما كنتم في الدنيا تكسبون من الآثامِ والمعاصى، وتجترحون من الذنوب والإجرام.

وبنحو الذي قلنا من التأويل في ذلك قال أهلُ التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا المعْتَمِرُ بن سليمان، قال: سَمِعْتُ عِمْرانَ، عن أبي مِجْلَزٍ: ﴿وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ


(١) في م: "تسأل"، وفى ت:١: "تسكنون"، وفى ت: "يسألون"، وفى س، ف: "يستكون".
(٢) في الأصل: "منها"،
(٣) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢: "ما".
(٤) في م، ت ٢، ت ٣، ف: "انتهيتم"، وفى ت ١، س: "ألتم".
(٥) في ص، ت ١، س، ف: "إذا".