للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا﴾. يقولُ: ﴿لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً﴾: حُصُونًا، ﴿أَوْ مَغَارَاتٍ﴾: غِيرانًا، ﴿أَوْ مُدَّخَلًا﴾: أَسْرابًا - ﴿لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ﴾ (١).

القول في تأويل قوله: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (٥٨)﴾.

يقول تعالى ذكره: ومِن المُنافِقِين الذين وَصَفْتُ لك، يا محمد، صِفتهم في هذه الآياتِ ﴿مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ﴾. يقولُ: يَعِيبُك في أمرها، ويَطْعُنُ عليك فيها.

يقالُ منه: لَمزَ فلانٌ (٢) فلانًا يَلْمِزُه، ويَلْمُزُه. إذا عابه وقرصه (٣)، وكذلك هَمَزه. ومنه قيل: فلانٌ هُمَزَةٌ لُمزَةٌ، ومنه قول رؤبة (٤):

قارَبتُ بينَ عَنَقِي وَجَمْزِى (٥)

في ظِلٍّ عَصْرَىْ باطِلِي وَلَمزِى

ومنه قول الآخر (٦):

إذا لَقِيتُكَ تُبْدِى لِي مُكَاشَرَةً (٧) … وإنْ أُغَيَّبْ فَأَنتَ العائبُ اللُّمَزَهْ


(١) أخرج أوله ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٨١٤ من طريق يزيد به.
(٢) سقط من: م.
(٣) في ص، ت ١، ت ٢: "قرضه" وقرصه أي: دام على منافرته وغيبته. ينظر الوسيط (ق ر ص).
(٤) ديوانه ص ٦٤.
(٥) العنق والجمز: ضربان من السير، والجمز أشدهما فهو قريب من الوثب والعدو. ينظر الوسيط (ع ن ق)، (ج م ز).
(٦) هو زياد الأعجم. والبيت في مجاز القرآن ١/ ٢٦٣. وإصلاح المنطق ص ٤٢٨. وسيأتي في تفسير الآية ١ من سورة الهمزة.
(٧) كاشره: ضحك في وجهه وباسطه: الوسيط (ك ش ر).