للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولُ: إن الله بما تعملُ به أنتَ وأصحابُك مَن هذا القرآنَ، وغيرِ ذلك من أمورِكم وأمورِ عبادِه خبيرٌ، أي: ذو خبرةٍ، لا يَخْفَى عليه من ذلك شيءٌ، وهو مُجازِيكم على ذلك بما وعَدكم من الجزاءِ.

وبنحوِ الذي قلنا في تأويلِ قولِه: ﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ: ﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾: أي: هذا القرآنَ، ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ (١) خَبِيرًا﴾.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (٢)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: وفوِّضْ إلى اللَّهِ يا محمدُ أمْرَك، وثِقْ به، ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا﴾. يقولُ: [وحَسْبُك اللهُ قَيِّمًا بأمرِك، وحفيظًا بك] (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ (٣) مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤)﴾.

اخْتَلف أهلُ التأويلِ في المرادِ مِن قولِ اللهِ: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾ فقال بعضُهم: عُنى بذلك تكذيبُ قومٍ مِن أهلِ النفاقِ، وصَفوا


(١) في ت ١: "يعملون".
(٢) في ص: "وحسبك بالله فيما يأمرك وحفيظا بك"، وفى م: "وحسبك بالله فيما يأمرك وكيلا، وحفيظا بك"، وفي ت ١: "وحسبك بالله قيما أمرك وحفيظا بك"، وفى ت ٢، ت ٣: "وحسبك الله قيما يأمرك وحفيظا بك"، والمثبت ما يقتضيه السياق. وهو معنى ماذهب إليه المصنف فيما تقدم في ٦/ ٢٤٥، ٧/ ٤٧٤، ٥٨٠.
(٣) في ت ١: "تظهرون". وهى قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو، وقرأ حمزة والكسائي: "تظاهرون" بفتح التاء وتخفيف الظاء، وابن عامر: "تظاهرون" بالألف والتشديد، وعاصم: "تُظَاهِرون" بالألف وضم التاء. السبعة لابن مجاهد ص ٥١٩، والكشف عن وجوه القراءات ٢/ ١٩٤.