للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ثنا المحارِبيُّ، عن جُوَيبرٍ، عن الضحَّاكِ، قال: الغدَّارُ (١).

قال: ثنا أبي، عن الأعمشِ، عن شِمْرِ بن عطيةَ الكاهليِّ، عن عليٍّ قال: المكرُ غدرٌ، والغدرُ كفرُ (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (٣٣)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: أيُّها المشرِكون من قريشٍ، اتَّقوا الله وخافوا أن يَحِلَّ بكم سخَطُه في يومٍ لا يُغنى والدٌ عن ولدِه، ولا مولودٌ هو مُغْنٍ عن والده شيئًا؛ لأنَّ الأمرَ يَصيرُ هنالك بيدِ مَن لا يُغالَبُ، ولا تَنْفَعُ عندَه الشفاعةُ والوسائلُ إلا وسيلةٌ من صالِحاتِ الأعمالِ التي أسلفَها في الدنيا.

وقولُه: ﴿إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾. يقولُ: اعلَموا أن مجئَ هذا اليوم حقٌّ، وذلك أن الله قد وعَده عباده ولا خُلْفَ لوعدِه. ﴿فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾. يقولُ: فلا تَخْدَعَنَّكم زينة الحياةِ الدنيا ولذَّاتُها، فتَمِيلوا إليها، وتَدَعُوا الاستعدادَ لما فيه خلاصُكم مِن عقابِ اللَّهِ ذلك اليومَ.

وقولُه: ﴿وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾. يقولُ: ولا يَخْدَعَنَّكم باللَّهِ خادعٌ. والغَرُورُ بفتح الغَينِ، هو ما غرَّ الإنسانَ من شيءٍ، كائنًا ما كان، شيطانًا (٣) كان أو إنسانًا أو دُنيا.


(١) ذكره الطوسي في التبيان ٨/ ٢٦٠.
(٢) تقدم تخريجه في ١٩/ ١٧٣.
(٣) في ص، ت ١، ت ٢: "سلطانا".