للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمرِهِ﴾. وأُدخلت ﴿عَنْ﴾ لأن معنى الكلامِ: فليَحْذَرِ الذين يَلوذُون (١) عن أمرِه، ويُدْبِرون عنه مُعرضِين.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٤)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مُلْكَ جميعِ [ما في] (٢) السماواتِ والأرضِ. يقولُ: فلا ينبغى لمملوكٍ أن يُخالِفَ أمرَ مالِكِه فيَعصيَه، فيستوجِبَ بذلك عقوبتَه. يقولُ: فكذلك أنتم أيُّها الناسُ، لا يصلُحُ لكم خلافُ ربِّكم الذي هو مالِكُكم، فأطِيعُوه واتَّمِروا لأمرِه، ولا تنْصرِفوا عن رسولِه إذا كُنتُم معه على أمرٍ جامعٍ إِلَّا بإذنِه.

وقولُه: ﴿قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ﴾. [يقولُ: قد يعلَمُ ربُّكم ما أنتم عليه] (٣) من طاعتِكم إيَّاهُ فيما أمَركم ونَهاكم مِن ذلك.

كما حدَّثني (٤) يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهْبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ﴾: صنِيعَكم هذا أيضًا (٥).

﴿وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ﴾. يقولُ: ويَومَ يَرْجِعُ إِلى اللَّهِ الذين يُخالفونَ عَن أمرِه ﴿فَيُنَبِّئُهُمْ﴾. يقولُ: فيُخبرُهم حينَئذٍ ﴿بِمَا عَمِلُوا﴾ في الدُّنيا، ثم يُجازِيهم على ما أسلَفُوا فيها من خِلافِهم على ربِّهم. ﴿وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾. يقولُ: واللَّهُ


(١) في ت ٢: "يولون".
(٢) سقط من: م، ت ١، ت، ف.
(٣) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف.
(٤) بعده في م: "أيضًا".
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٦٥٨ من طريق أصبغ، عن ابن زيد.