للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: باردٌ لا يُسْتَطاعُ. أو قال: بَرْدٌ لا يُسْتَطاعُ (١).

حدَّثني عليُّ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا المحاربيُّ، عن جُوَيبرٍ، عن الضحِّاكِ: ﴿هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ﴾. قال: يقالُ: الغسَّاقُ: أَبْرَدُ البرْدِ. ويقولُ آخرون: لا، بل هو أنتنُ النَّتْنِ.

وقال آخرون: بل هو المُنْتِنُ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حُدِّثتُ عن المسيِّبِ، عن إبراهيمَ النُّكْريِّ، عن صالحٍ بن حيانَ، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ بن بريدةَ، قال: الغسَّاقُ: المُنْتِنُ، وهو بالطُّخَارِيَّةِ (٢).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبرَنا ابن وهبٍ، قال: ثني عمرُو بنُ الحارثِ، عن درَّاجٍ، عن أبي الهيثمِ، عن أبي سعيدٍ الخُدرِيِّ، أن النبيَّ ، قال: "لو أن دَلْوًا من غسَّاقِ يُهَراقُ في الدنيا لأنتنَ أهلَ الدنيا (٣) ".

وأولى الأقوالِ في ذلك عندى بالصوابِ قولُ مَن قال: هو ما يَسيلُ من صديدِهم؛ لأن ذلك هو الأغلبُ من معنى الغُسُوقِ، وإن كان للآخَرِ وجهٌ صحيحٌ.

وقولُه: ﴿وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ﴾. اختلَفت القرأةُ في قراءةِ ذلك؛ فقرَأته


(١) أخرجه هناد في الزهد (٢٩٠) من طريق ليث عن مجاهد، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣١٨ إلى عبد بن حميد.
(٢) بالطخارية، أي: بلغة أهل طَخارستان. ينظر التاج (ط خ ر)، والأثر عزاه ابن حجر في الفتح ٦/ ٣٣١ والسيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣١٨ إلى المصنف.
(٣) أخرجه الحاكم ٤/ ٦٠١، ٦٠٢، والبيهقي في البعث (٦٠٤) من طريق ابن وهب به، وأخرجه الترمذي (٢٥٨٤) من طريق عمرو بن الحارث به، وأخرجه أحمد ١٧/ ٣٣١ (١١٢٣٠)، ١٨/ ٣١٠ (١١٧٨٦)، وأبو يعلى (١٣٨١) من طريق دراج به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣١٨ إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه.